2025-09-23 04:54:24
شهدت بطولة كأس العالم 2018 في روسيا حدثاً فارقاً غير مسبوق في تاريخ كرة القدم، حيث تم استخدام تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR) للمرة الأولى في البطولة الأكبر عالمياً. هذه التقنية التي أحدثت جدلاً واسعاً منذ تطبيقها في البطولات المحلية، أصبحت الآن في بؤرة اهتمام الجماهير والخبراء على السواء.
يعمل نظام VAR من خلال فريق من الحكام المساعدين الذين يجلسون خارج الملعب ويشاهدون إعادة اللحظات الحاسمة عبر شاشات متطورة. يتم التواصل مع الحكم الرئيسي عبر سماعات لاسلكية لتقديم المشورة في المواقف التي قد تغير مجرى المباراة، خاصة في حالات الأهداف وضربات الجزاء والبطاقات الحمراء وتحديد الهوية.
على الرغم من أن القرار النهائي يبقى بيد الحكم الرئيسي، إلا أن التدخلات المتكررة للنظام أثارت ردود فعل متباينة. فبينما يرى البعض أن التقنية تساهم في تحقيق العدالة وتقليل الأخطاء التحكيمية، يعتبر آخرون أنها تقطع تدفق اللعبة وتقلل من حدة المشاعر والتشويق الذي تتميز به كرة القدم.
شهدت البطولة عدة مواقف مثيرة للجدل بسبب تدخل VAR، مثل ضربة الجزاء المثيرة للجدل في مباراة سويسرا والبرازيل، وكذلك القرارات المختلفة في مباريات فرنسا وأستراليا وإنجلترا وتونس. هذه الحالات أظهرت أن النظام ما زال بحاجة إلى تحسين وتطوير لتحقيق التوازن بين الدقة التقنية وروح اللعبة.
تمثل تقنية VAR جزءاً من التحول الرقمي الشامل الذي تشهده كرة القدم الحديثة، حيث أصبحت البيانات والتكنولوجيا تلعب دوراً متزايد الأهمية في تحليل الأداء واتخاذ القرارات التكتيكية. هذا التحول يثير تساؤلات حول مدى تأثير التكنولوجيا على الطبيعة التقليدية للعبة ومستقبلها.
بين مؤيد ومعارض، تبقى تقنية VAR نقلة نوعية في عالم التحكيم الكروي، تثير أسئلة عميقة حول التوازن بين التقدم التكنولوجي والحفاظ على روح اللعبة التي أحبها الملايين حول العالم.
