2025-09-23 04:57:13
يبدو أن الخسارة المرة التي مني بها ريال مدريد على أرضه وبين جماهيره أمام برشلونة بنتيجة 3-2 في الكلاسيكو الأخير، تعكس بشكل واضح أخطاءً تكتيكية كبيرة ارتكبها المدرب زين الدين زيدان في إدارة المباراة. ورغم تأكيد “زيزو” على صحة اختياراته وأنه لن يغير قراراته حتى لو أعيدت المباراة، إلا أن التحليل الموضوعي للأداء يكشف عن أربعة أخطاء أساسية كان يمكن تجنبها.
الخطأ الأول تمثل في إشراك غاريث بيل في التشكيلة الأساسية. اللاعب الويلزي الذي عاد للتو من إصابة طويلة، لم يستطع إكمال الشوط الأول وخرج مصاباً بعد 35 دقيقة فقط. كان من الأفضل بدء المباراة بلاعبين مثل إيسكو أو ماركو أسينسيو الذين يتمتعان بلياقة بدنية أفضل وقدرة على تقديم أداء مستقر.
الخطأ الثاني يتمثل في الإصرار على تشكيل الثلاثي الهجومي “بي بي سي” (بيل، بنزيمة، رونالدو). الإحصائيات تُظهر أن هذا الثلاثي لم يقدم أداءً مقنعاً طوال الموسم، حيث يفتقر إلى التكامل والتوازن في الأدوار. النتيجة كانت أداءً فردياً وضعفاً في الروابط الهجومية، مما أثر سلباً على فاعلية الفريق ككل.
الخطأ الثالث كان في سوء إدارة البدلاء وخاصة فيما يتعلق بإيسكو ولوكاس فاسكيز. إبقاء إيسكو على مقاعد البدلاء واستبعاد فاسكيز بشكل كامل من التشكيلة، حرم الفريق من خيارات هجومية مهمة كانت يمكن أن تغير مجرى المباراة. كما أن التأخر في إشراك أسينسيو أضاع فرصة ثمينة لإحداث تأثير مبكر.
الخطأ الرابع والأهم كان في قراءة مجريات المباراة واتخاذ القرارات في اللحظات الحاسمة. إصرار زيدان على الفوز بكافة الوسائل أدى إلى تراجع التنظيم الدفاعي، وهو ما ظهر جلياً في الهدف الثالث حيث تجمع ستة من لاعبي ريال مدريد في منطقة واحدة تاركين مساحات كبيرة استغلها ميسي ليقود فريقه للفوز.
هذه الهزيمة القاسية تذكرنا بأن مباريات الكلاسيكو تدخل تاريخ كرة القدم، والأداء التكتيكي لزيدان في هذه المباراة سيظل نقطة سوداء في سجله التدريبي. النقاد يتساءلون: هل كان الإصرار على بعض الخيارات الشخصية يستحق خسارة مباراة بهذه الأهمية؟ السؤال يبقى مفتوحاً للجميع.